Islamic Calligraphy

نظرية الجوهر الفرد:

مفهوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي للزمن والخلق في ستة أيّام

دراسة وتأليف: د. محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع باللغة الإنكليزية مخصص للدراسات حول نظرية الجوهر الفرد وازدواجية الزمان

الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية

المكان والزّمان والخلق في ستّة أيّام


وهكذا سوف ننهي هذا الفصل بهذه الفقرة المهمة عن آلية الخلق في ستّة أيّام على ضوء ما ذكرناه عن أيّام الأسبوع أعلاه، وخاصة عن يوم السبت الذي هو يوم الأبد. فإذن نحن الآن وجميع الخلق نعيش دائماً في هذا اليوم الأبدي، وجميع الأيّام بما فيها يوم السبت نفسه تحدث في يوم السبت هذا![372] ومهما يبدو هذا الأمر غريباً لكنّ ابن العربي يجد له مثالاً في الحديث القدسي المشهور الذي يصف آدم عندما خلقه الله تعالى ومسح على ظهره فأخرج له ذرّيّته فرآهم في يده بما فيهم هو نفسه، وفي نفس الوقت كان هو ينظر إلى نفسه في يد الحقّ تعالى.[373]

إن حقيقة كون السّبت يوم الأبد تدلّ على أنّ الأيّام الستّة الأخرى ليست في الحقيقة من الزّمان كما نعرفه، ولنتذكّر ما أشرنا إليه سابقاً في الفصل الثاني من أنّ الزّمن هو في الحقيقة أمرٌ وهميٌ وأنّه يعود في النهاية إلى الحركة أو الأحداث التي تحصل في الوجود. يضاف إلى ذلك أنّ كلمة يوم في اللغة العربية تحمل معنى الجهة،[374] فتكون الأيّام الستّة الأولى من الأسبوع هي في الحقيقة الجهات الستّ التي تشكّل الفضاء. ومن هنا نستطيع إدراك معنى الآيات الكثيرة التي وردت في القرآن الكريم وكذلك في الكتب المقدّسة الأخرى من أنّ الله تعالى خلق العالَم في ستّة أيّامٍ ثم استوى على العرش. وهذه العملية أي عملية الخلق في ستّة أيّام تحصل في كلّ لحظة من الزّمن الذي ندركه والذي هو في الحقيقة يوم السبت الذي قلنا عنه أنّه يوم الأبد. ففي كلّ لحظة يخلق الله تعالى السموات والأرض في ستّة أيّام أي في ستّ جهات ولكنّنا لا نشهد ذلك لأنّه قال تعالى في سورة الكهف: ﴿مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)﴾، ثم يُظهره لنا يوم السبت (وهذا معنى استواءه على العرش).

وهكذا يؤكّد ابن العربي في مواضع عديدة أنّ العالَم يُخلق من جديد في كلّ يوم فرد كما سنفصّل ذلك في الفصل الخامس إن شاء الله تعالى. وبما أنّ الأيّام السبعة تستند على الصفات الإلهية الأمهات السبع كما رأينا أعلاه، لذلك خلق الله العالَم في هذه العملية على سبعة مراحل؛ في كلّ يوم يخلق صفة أو جهة حتى اكتملت الجهات الست ثم يظهرها للعيان كاملة يوم السبت. وهكذا ففي اليوم الأوّل حيث أعطى الله تعالى صفة السمع لأعيان العالَم بدأ ذلك بخلق العقل الأوّل وهو الجوهر الفرد وهو بالنسبة إلى عالمنا وفضائنا عبارة عن نقطة هندسية ليس لها أبعاد، ثمّ في اليوم الثاني أعطى الله تعالى للعالم صفة الحياة وبذلك بدأ خلق الملائكة من النور وهو بالنسبة لنا خط له بعد واحد. ثمّ في اليوم الثالث بدأ هذا الخلق يشهد خالقه بعين التعظيم ويحمده، بينما في اليوم الرابع أضاف الإرادة للخلق فخلق الجنّ من النار وهي أمواج حرارية ذات بعدين أو أربع جهات، وفي اليوم الخامس أعطى الله تعالى القدرة للخلق، ثم أخيراً في يوم الجمعة وتحديداً الساعات الثلاث الأخيرة منه كما ورد في الأحاديث خلق الله تعالى الإنسان من طين وهو العالَم المادّي ذو الأبعاد الثلاثة أو الجهات الست، فكمل الخلق بخلق الإنسان (آدم) الذي يُعدّ بالنسبة إلى العالَم مثل الروح بالنسبة إلى الإنسان.[375]

فمع هذه الأيّام الستّة من يوم الأحد إلى يوم الجمعة يخلق الله تعالى العالَم بالكامل كجوهر فرد وهو أيضاً الإنسان الكامل بما فيه من سماوات وأرض أي روح وجسم، ثمّ في اليوم السابع يُظهر الله صورة كاملة من هذا العالَم فيحفظها الإنسان في خياله، لأنها ستزول من الواقع بعد خلقها مباشرة، ثم يخلق الله تعالى صورة أخرى مثلها ولكن بشكل يختلف قليلا عن الصورة الأولى فندرك الحركة والمكان وكذلك الزّمان.[376] لذلك كما أشرنا أعلاه وَكّل الله تعالى بيوم السبت حاكماً له القدرة على الإمساك والثبات، وهو الخيال،[377] فليس هناك مخلوق أعظمَ من الخيال وفيه تحصل صور العالَم كلّه. وهذا أيضاً معنى قوله تعالى في سورة الرَّحمن أنّه سبحانه كلّ يوم هو في شأن كما أشرنا إلى ذلك من قبل مراراً.

في الحقيقة إنّ هذه العملية التي شرحناها للتوّ تغطّي بالنسبة للمراقب خلق نقطة واحدة من نقاط المكان الذي يوجد فيه المراقب الذي يدرك هذا العالَم، فكل نقطة يستغرق خلقها أسبوعاً كاملاً من هذه الأيّام الإلهية، ولكنّنا أشرنا من قبل أنّ ذلك يظهر بالنسبة لنا كلحظة واحدة لأنّنا لا نشهد العالَم سوى وقت ظهوره وليس أثناء خلقه. وكذلك شرحنا من قبل أنّ اليوم يشمل العالَم كلّه ولكنّه في كلّ نقطة من نقاطه هو لحظة واحدة، ففي نفس الوقت يكون فجراً في مكان ما وظهراً في مكان آخر وليلا في مكان ثالث، وهكذا. لذلك نحن لا ندرك من العالَم سوى يوم السبت، وفي كلّ لحظة منه تحدث بقيّة الأيّام بما فيها السبت نفسه.

إذن لو أنّنا تصوّرنا كلّ الكون في كافة أنحاء المكان وعبر كلّ الزّمان فهو الدّهر وهو فقط سبعة أيّام يخلقه الله تعالى في ستّة أيّام ثم يُظهره في اليوم السابع، ولكنّ الأيّام الستّة الأولى ليست شيئاً مرّ وانتهى بل هي عمليّة متضمّنة في كل لحظة من لحظات هذا اليوم السابع الذي يستوي فيه الله تعالى على العرش وفي كلّ لحظة يخلق العالَم ثم يعيده (وهو عليه أهون). لكننا بما أنّنا نحن جزء من هذا العالَم كالنقاط فيه، وبسبب عملية إعادة الخلق، تمرّ علينا الأيّام كلّها غير أنّنا نشهدها بشكل مختلف عن ترتيبها الأصلي بعد توالجها وسلخها من بعضها البعض كما سنوضّحه في الفصل القادم إن شاء الله تعالى.

من جهة أخرى يُسقط ابن العربي هذا الفهم العميق للخلق على مستويات أخرى كثيرة فيقسم مثلاً وفق هذا الخلق في الأسبوع، عمرنا الإنساني أيضاً إلى سبعة أيّام (أو فترات): ستّة في هذه الحياة الدنيا والسّبت هو الحياة الآخرة وهي يوم واحد أبدي يكون نهاره في الجنّة وليله في جهنّم.[378] وبنفس الطريقة أيضاً، فإنّ عمر الحضارة الإنسانية على الأرض هو سبعة أيّام ونحن نعيش الآن في يوم الجمعة، في الحقيقة في الساعات القليلة الأخيرة منه كما يقول ابن العربي إنّنا نحن بحمد الله يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم هو عين الساعة التي فيها التي بها فُضّل يوم الجمعة على سائر الأيّام كما فُضّلنا نحن بمحمد صلى الله عليه وسلّم على سائر الأمم.[379] وهذا لأنّ محمداً صلّى الله عليه وسلّم هو الإنسان الكامل الذي يمثّل الصورة المثالية للحقّ. وابن العربي يوضّح هذا المفهوم المهم بتفصيل أكثر في الفصل 346 من الفتوحات المكية، حيث يلاحظ بأنّ محمداً صلّى الله عليه وسلّم بالنسبة إلى العالَم بأكمله مثل الروح (النفس الناطقة) لكلّ إنسان، بينما الأنبياء الآخرون عليهم السلام هم مثل الأرواح الجزئية الأخرى،[380] ثمّ يشير بأنّ العالَم قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مثل الجنين في رحم الأمّ،[381] وبعد وفاته أصبح العالَم مثل النائم وليس الميّت،[382] وحالة العالَم ببعثه يوم القيامة بمنـزلة الانتباه واليقظة بعد النوم، فإذا كان في القيامة حيي العالَم كلّه بظهور نشأته مكمّلة صلى الله عليه وسلّم موفّر القوى، وكان أهل النار الذين هم أهلها في مرتبتهم في إنسانية العالَم مرتبة ما ينمو من الإنسان فلا يتصف بالموت ولا بالحياة وكذا ورد فيهم النص من رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وقال الله فيهم في سورة طه: ﴿إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (74)﴾. والملائكة من العالَم كلّه كالصور الظاهرة في خيال الإنسان وكذلك الجنّ؛ فليس العالَم إنساناً كبيراً إلا بوجود الإنسان الكامل الذي هو نفسه الناطقة كما أنّ نشأة الإنسان لا تكون إنساناً إلا بنفسها الناطقة ولا تكون كاملةً هذه النفس الناطقة من الإنسان إلا بالصورة الإلهية المنصوص عليها من الرسول صلى الله عليه وسلّم فكذلك نفسُ العالَم الذي هو محمد صلى الله عليه وسلّم حازَ درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية في البقاء والتنوّع في الصور وبقاء العالَم به.[383]

لقد حاول العديد من علماء المسلمين أن يفسّروا معنى الأيّام التي ذكر الله تعالى أنّه خلق السموات والأرضة في ستّة أيّام، فمنهم من قال إنّها أيّام من أيّام الربّ كلّ منها ألف سنة، ومنهم من قال إنّ الأيّام المعروفة لدينا لم تكن موجودة آنذاك، وكلّ ذلك رجم بالغيب لا يؤدي إلى فهم هذه الآيات بالشكل الصحيح، في حين إنّ ابن العربي يؤكّد أنّها هي مثل هذه الأيّام التي نعيش فيها وتساويها ولكنّها متوالجة معها كما أشرنا وهذه الأيّام كانت موجودة قبل خلق السموات والأرض ولكنّ تقسيمها إلى ليل ونهار حدث بعد ذلك مع ظهور كوكب الشمس في السماء الرابعة كما أشرنا إلى ذلك في الفصل الثاني أعلاه.

وهكذا فإنّنا نجد أنّ تفسير ابن العربي البديع والمعقّد هذا هو تفسير فريد لهذه الآيات التي تصف عمليّة الخلق وهو بذلك يعطي معنى علمياً وفلسفياً مهما للأسبوع كزمان ومكان وهو لم يُسبق إليه من قبل ولم يشرحه أحد بعده حتى الآن، وهذا التفسير يوحّد بشكل عمليٍّ ومقنعٍ وبديعٍ بين الزّمان والمكان، وليس فقط كما فعلت النظريّة النسبية من غير أن تخرج عن مجال العلاقات الرياضية إلى التطبيق العملي لهذه الفكرة البديعة.

على أية حال، لا تزال هناك بعض القضايا الأخرى التي لا تزال غامضة ومن الضّروري أن تُحلّ لكي نفهم المعنى البديع للأسبوع وحركته من خلال الإشارات التي ذكرها الشيخ الأكبر إلى البروج ودورها المفصّل في عملية أو مراحل الخلق، وهذا يستدعي بحثاً آخر لا يسعه مثل هذا الكتاب. وكما قلنا نحن سنكرّس الفصل الرّابع إلى توضيح نظريّة ابن العربي المعقّدة حول التدفق الفعلي للزمن لنخلص في النهاية إلى نموذج الجوهر الفرد في الخلق والذي سنخصّص له الفصل السادس بعد أن نشرح باقتضاب نظريّة وحدة الوجود عند ابن العربي في الفصل الخامس.

P


[372] الفتوحات المكية: ج2ص444س7.

[373] انظر الحديث في كنز العمال: 15123، وانظر كذلك في الفتوحات المكية: ج2ص444س14.

[374] انظر في "تفسير ابن العربي" وهو لعبد الرزّاق القاشاني (دار صادر: بيروت، 2002): ج1ص245، ج2ص571.

[375] الفتوحات المكية: ج1ص118س8، ج3ص363س3.

[376] الفتوحات المكية: ج1ص679س7، ج2ص77س27، ج2ص616س3.

[377] الفتوحات المكية: ج1ص61س15.

[378] الفتوحات المكية: ج3ص564س21، ج4ص11س35.

[379] الفتوحات المكية: ج1ص646س15.

[380] الفتوحات المكية: ج3ص186س31.

[381] الفتوحات المكية: ج3ص187س6.

[382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1.

[383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


Other Pages Related to Search Keywords:

  • ... Single Monad Model =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Duality Of Time =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Ultimate Symmetry =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Cosmology =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Space-time =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Spacetime =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Speed Of Light =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Supersymmetry =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Islamic Cosmology =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Ibn Al-arabi =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Mohamed Haj Yousef =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Complex Time =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Imaginary Time =>:

  • ... لفتوحات المكية: ج3ص187س6. [382] الفتوحات المكية: ج3ص187س1. [383] الفتوحات المكية: ج3ص187س8.     البحث في نص الكتاب ...


Welcome to the Single Monad Model of the Cosmos and Duality of Time Theory
Forgot Password? - [Register]

Message from the Author:

I have no doubt that this is the most significant discovery in the history of mathematics, physics and philosophy, ever!

By revealing the mystery of the connection between discreteness and contintuity, this novel understanding of the complex (time-time) geometry, will cause a paradigm shift in our knowledge of the fundamental nature of the cosmos and its corporeal and incorporeal structures.

Enjoy reading...

Mohamed Haj Yousef


Check this detailed video presentation on "Deriving the Principles of Special, General and Quantum Relativity Based on the Single Monad Model Cosmos and Duality of Time Theory".

Download the Book "DOT: The Duality of Time Postulate and Its Consequences on General Relativity and Quantum Mechanics" or: READ ONLINE .....>>>>



Subsribe to Newsletter:


As a result of the original divine manifestation, all kinds of motions are driven by Love and Passion. Who could possibly not instantly fall in love with this perfect and most beautiful harmony! Beauty is desirable for its own essence, and if the Exalted (Real) did not manifest in the form of beauty, the World would not have appeared out into existence.
paraphrased from: Ibn al-Arabi [The Meccan Revelations: II.677.12 - trsn. Mohamed Haj Yousef]
quote