Islamic Calligraphy

نظرية الجوهر الفرد:

مفهوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي للزمن والخلق في ستة أيّام

دراسة وتأليف: د. محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع باللغة الإنكليزية مخصص للدراسات حول نظرية الجوهر الفرد وازدواجية الزمان

الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية

حركة الأيّام السبعة في البروج


إنّ فلك النجوم الثابتة، الذي يتضمن الأبراج الاثني عشر، هو الفلك الثاني بعد الفلك الأطلس الذي يُعدّ أبعد فلك يمكن الوصول إليه بالأرصاد.[408] لكنّ فلك النجوم الثابتة هو في الحقيقة الفلك المادي الأوّل الذي يمكن مشاهدته، لأن الفلك الأطلس السماوي ليس فيه أيّ علامات مميّزة (لا نجوماً ولا كواكب).

ولقد ذكرنا من قبل أنّ ابن العربي يقول إنّ الله تعالى خلق اليوم في الفلك الأوّل (أي الفلك الأطلس) ثمّ عرّفه في الفلك الثاني (أي فلك النجوم الثابتة، أو البروج)،[409] وذلك لأن حركة الفلك الأطلس لا يمكن أن تُشاهَد من قِبل العالَم الذي تحته، لأنه ليس فيه أيّة نقطة مرجعية لتحديد بداية أو نهاية لهذه الحركة. أمّا في فلك البروج فهناك مثلاً العديد من النجوم التي جُمعت بشكل اصطلاحي ضمن مجموعات تسمى بروجاً وهي اثني عشر برجاً بمثابة إشارات تقاس حركة الشمس بالنسبة لها. وهذه البروج تطلع علينا في الأفق؛ فكلّما طلع علينا البرج من جديد قلنا أنّ يوماً واحداً قد انتهى لأّن ذلك يعني أنّ فلك البروج (أو بالأحرى الفلك الأطلس) قد دار دورة واحدة بالنسبة لنا كما نلاحظه من الأرض.[410] وقد وضّح ابن العربي أنّ هذه الحركة هي بالأصل بسبب حركة الأرض وليس حركة هذا الفلك الذي له حركة مختلفة لا ندركها نحن بسبب قصر أعمارنا.[411] لكنّ هذه الحركة تحصل بسبب حركة الأرض حول مركزها،[412] وهذا هو المعروف حالياً على المستوى العلمي.

يأخذ ابن العربي الدرجة الأولى من برج الجوزاء كنقطةٍ مرجعيةٍ للبدء بحساب الأيّام الكونية (الأصلية) من الخلق، وهو يدّعي بأنّ هذه الحركة الأوّلية للزمن في الخلق بدأت حين كانت هذه النقطة تقابل موضع القدم[413] من الكرسي فوق الفلك الأطلس. ومن المثير جدّاً ملاحظة أن هذه الدرجة الأولى من الجوزاء توافق خط الاستواء المجرّي،[414] وعلاوة على ذلك أظهرت بعض الدراسات الأخيرة وبعض التنقيبات التاريخية والأثرية أنّ هذه النقطة كانت مستعملة من قبل السومريّين القدماء في حدود 11,000 سنة قبل الميلاد كنقطة بداية للتقويم البرجي.[415] يقول ابن العربي في الفصل التاسع عشر من الباب 198 من الفتوحات المكية في الاسم الإلهي الغني وتوجّهه على إيجاد الفلك الأطلس وهو فلك البروج واستعانته بالاسم الدّهر وإيجاد حرف الجيم من الحروف والطَّرَف من المنازل، يقول: اعلم أنّ هذا الاسم جعل هذا الفلك أطلس لا كوكب فيه متماثل الأجزاء مستدير الشكل لا تُعرف لحركته بداية ولا نهاية وما له طرف، وبوجوده حدثت الأيّام السبعة والشهور والسنون ولكن ما تعيّنت هذه الأزمنة فيه إلاّ بعدما خلق الله في جوفه من العلامات التي ميّزت هذه الأزمنة؛ وما عيّن منها هذا الفلك سوى يوماً واحداً وهي دورة واحدة عيّنها مكانُ القَدَم من الكرسي فتعيّنت من أعلى، فذلك القدر يسمى يوماً وما عرف هذا اليوم إلا الله تعالى لتماثل أجزاء هذا الفلك وأوّل ابتداء حركته، وكان ابتداء حركته وأوّل درجة من برج الجوزاء يقابل هذا القدم، وهو من البروج الهوائية؛ فأوّل يوم في العالَم ظهر كان بأوّل درجة من الجوزاء ويسمى ذلك اليوم الأحد. فلما انتهى ذلك الجزء المعيّن عند الله من هذا الفلك إلى مقارنة ذلك القدم من الكرسي انقضت دورة واحدة هي المجموع قابلت أجزاء هذا الفلك كلّها من الكرسي موضع القدم منه فعمّت تلك الحركة كل درجة ودقيقة وثانية وما فوق ذلك في هذا الفلك، فظهرت الأحياز وثبت وجود الجوهر الفرد المتحيّز الذي لا يقبل القسمة من حركة هذا الفلك. ثم ابتدأ عند هذه النهاية بانتقالٍ آخر في الوسط[416] أيضاً إلى أن بلغ الغاية مثل الحركة الأولى بجميع ما فيه من الأجزاء الأفراد التي تألف منها لأنه ذو كمّيّات، وتُسمّى هذه الحركة الثانية يوم الاثنين إلى أن كمل سبع حركات دورية كل حركة عينتها صفة إلهية، والصفات سبع لا تزيد على ذلك فلم يتمكن أن يزيد الدّهر على سبعة أيّام يوماً فإنه ما ثَمّ ما يوجبه، فعاد الحكم إلى الصفة الأولى فأدارته ومشى عليه اسم الأحد.[417]

ونوضّح هذا الكلام بشكل تمثيلي في المخطط التالي أدناها الذي اختصرناه من خلال شروحات الشيخ محي الدين في الباب 7 والباب371 من الفتوحات المكّيّة وبعض الكتب الأخرى.

 


الشكل 3: فلك البروج وحركة الأيّام فيه؛ وهي تبدأ من الدرجة الأولى من برج الجوزاء. يلاحظ أنّ هذا يؤشّر إلى الدوران الظاهري لفلك النجوم الثابتة، بينما هذه الحركة الفلكية تعود بالأصل إلى دوران الأرض حول نفسها. وكذلك نلاحظ أنّ البروج الاثنى عشر تنقسم هنا إلى أربعة مجموعات بحسب تأثيراتها المتعلّقة بالعناصر الطبيعية الأربعة (التراب والماء والهواء والنار).


[408] الفتوحات المكية: ج2ص677س1.

[409] كتاب أيّام الشأن: ص6.

[410] الفتوحات المكية: ج3ص548س31.

[411] الفتوحات المكية: ج2ص441س33، ج1ص141س17، ج3ص549س3.

[412] الفتوحات المكية: ج1ص123س17، ج2ص677س21، ج3ص548س31.

[413] قدم الجبار وقدم الرَّحمن

[414] خط الاستواء المجرّي هو تقاطع مستوي مجرّة درب التبّانة مع الكرة السماوية التي تحيط بالأرض.

[415] انظر في:

Zechariah Sitchin,The 12thPlanet, (New York: Avon Books, 1976), p. 197.

[416] ليس من الواضح تماماً ماذا يعني الشيخ محي الدين هنا بالوسط، ومن من الجدير بالذكر أنّه استخدم نفس هذا التعبير أيضاً وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7.

[417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


Other Pages Related to Search Keywords:

  • ... Single Monad Model =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Duality Of Time =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Ultimate Symmetry =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Cosmology =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Space-time =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Spacetime =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Speed Of Light =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Supersymmetry =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Islamic Cosmology =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Ibn Al-arabi =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Mohamed Haj Yousef =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Complex Time =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


  • ... Imaginary Time =>:

  • ... وبنفس السياق في مقدّمته للفتوحات المكّيّة: ج1ص4س7. [417] الفتوحات المكية: ج2ص437س29.     البحث في نص الكتاب ...


Welcome to the Single Monad Model of the Cosmos and Duality of Time Theory
Forgot Password? - [Register]

Message from the Author:

I have no doubt that this is the most significant discovery in the history of mathematics, physics and philosophy, ever!

By revealing the mystery of the connection between discreteness and contintuity, this novel understanding of the complex (time-time) geometry, will cause a paradigm shift in our knowledge of the fundamental nature of the cosmos and its corporeal and incorporeal structures.

Enjoy reading...

Mohamed Haj Yousef


Check this detailed video presentation on "Deriving the Principles of Special, General and Quantum Relativity Based on the Single Monad Model Cosmos and Duality of Time Theory".

Download the Book "DOT: The Duality of Time Postulate and Its Consequences on General Relativity and Quantum Mechanics" or: READ ONLINE .....>>>>



Subsribe to Newsletter:


Because He loves beauty, Allah invented the World with ultimate perfection, and since He is the All-Beautiful, He loved none but His own Essence. But He also liked to see Himself reflected outwardly, so He created (the entities of) the World according to the form of His own Beauty, and He looked at them, and He loved these confined forms. Hence, the Magnificent made the absolute beauty --routing in the whole World-- projected into confined beautiful patterns that may diverge in their relative degrees of brilliance and grace.
paraphrased from: Ibn al-Arabi [The Meccan Revelations: IV.269.18 - trans. Mohamed Haj Yousef]
quote