The Duality of Time Theory, that results from the Single Monad Model of the Cosmos, explains how physical multiplicity is emerging from absolute (metaphysical) Oneness, at every instance of our normal time! This leads to the Ultimate Symmetry of space and its dynamic formation and breaking into the physical and psychical (supersymmetrical) creations, in orthogonal time directions. General Relativity and Quantum Mechanics are complementary consequences of the Duality of Time Theory, and all the fundamental interactions become properties of the new granular complex-time geometry, at different dimensions. - => Conference Talk - Another Conference [Detailed Presentation]
مفهوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي للزمن والخلق في ستة أيّام
إنّ إحدى أكثر الاختلافات الواضحة بين العلم الطبيعي والعلم الإلهي تكمن في أنّالأوّل يناقش فقط الظواهر الطبيعيّة التي يمكن قياسها أو رؤيتها أو ملاحظتها بالحواس، بينما يفترض الأخير وجود كائناتٍ وظواهرَ روحانيةٍ غيبيّةٍ أو غير مادّيّة، مثل الجنّ والملائكة والأمور الخاصّة بالآخرة. لذلك فإنّ مسألة ردم الفجوة بين هذه العلوم - عن طريق استنباط قوانين جديدة للفيزياء والكون تستطيع أن تفسّر مثل هذه الظواهرالغيبيّة - تعتبر على غاية كبيرة من الأهميّة، ولقد حدثت بعض المحاولات العلميّة الأخيرةفي هذا الخصوص وأكثرها تفترض وجود أبعاد أخرى (9 أو 10 أبعاد)[645] لا نستطيع إدراكها أو استشعارها بالحواس أو بالأجهزة المختلفة؛ فتقول معظم هذه النظريّات إنّ العوالِم الغيبيّة كالجنّ والملائكة لها أبعاد أعلى من أبعادنا الثلاثة التي نعيش فيها، فلذلك هم يدركوننا ونحن لا ندركهم. ولكن هناك بعض الإشارات عند ابن العربي يمكنها أن تبسّط المسألة كثيراً، ولذلك نريد أن ننهي هذا الفصل والكتاب بها لأنّه من شأنها أن تكمل الصورة المختصرة التي نريد أن نرسمها عن رؤية الشيخ محي الدين ابن العربي للعالَم.
إنّ الملائكة والجنّ مخلوقات طبيعيّة أبسط من البشر، ورغم أنّه لم يصرّح بذلك مباشرة ولكنّ ابن العربي من خلالِ كتاباته الكثيرة التي تعتمد على آيات واضحة في القرآن الكريم يلمّح إلى أنّ الجوهر الفرد مثل النقطة الهندسيّة ليس له أبعاد والملائكة مخلوقات في بعد واحد والجنّ في بعدين، في حين نحن البشر في ثلاثة أبعاد، وكذلك من الممكن أن يكون عالم الآخرة من أربعة أبعاد ثم يتطوّر أيضاً إلى أكثر من ذلك. وسوف نشرح ذلك ببعض التفصيل فيما يلي:
بالطبع نحن نعيش الآن في هذا العالَم ذي الأبعاد الثلاثة، ونحن في الحالة العاديّة لا نستطيع رؤية الجنّ والملائكة لأنّ أدواتنا الحسّيّة العاديّة تستطيع فقط إدراك الظواهر المادّيّة أو التي تؤثّر على المادّة. وفي المقابل فإنّ الجنّ والملائكة يمكنهم أن يرونا ليس لأنّ أدواتهم قادرة على إدراك هذا العالَم المادّي، ولكن لأنّ تركيبنا الباطني مثل النفس والعقل له نفس طبيعة الجّن والملائكة؛ فالجنُّ في الحقيقة يتفاعلون مع النفوس والملائكة مع العقول. ولكن أيضاً من المحتمل للبشر أن يعبروا إلى عالَم الجنّ والملائكة عن طريق التحلّل عن الجسم كما يحدث للمريد في بداية طريقه ومعراجه الروحاني،[646] لهذا نجد بعض الناس لهم القدرة على الكلام والتفاعل مع الأرواح بسهولة.[647] وكذلك بعض الناس يمكن أن يصل إلى مشاهدة الحقّ بعد أن يفنى عن جسمه ونفسه وعقله ويبقى نقطةً واحدةً مثل الجوهر الفرد ليس له أبعاد، لأن الحقً لا يمكن أن يُشهد إلاّ بالسرّ الذي أودَعه في باطنٍ كلّ إنسان، وهو صورة هذا الجوهر الفرد فيه.[648]
تلعب الأبعاد دوراً مهمّاً جدّاً في علم الكون والفيزياء والرياضيات الحديثة، وهناك أبعادٌ حقيقية وأبعادٌ مجرّدة. من حيث المبدأ يمكننا أن نخصّص بعداً رياضيّاً مجرّداً لكلّ متغيّرٍ فيزيائيٍّ أو معنويٍّ؛ فعلى سبيل المثال يمكن التعبير عن الطقس في أيّ نقطة على الأرض من خلال متغيّراتٍ عديدةٍ مثل الزّمن والمكان والتفاعلات النوويّة على الشمس وكميّة الغيوم في المنطقة واتّجاه الرياح... إلخ. فكلّ واحدٍ من هذه المتغيّرات يمكن التعبير عنه كبعدٍ رياضيٍّ مجرّدٍ من أجل تبسيط الدراسة الرياضيّة لتبعية الطقس لهذه المتغيّرات أو الأبعاد. أمّا الأبعاد الحقيقية فهي فقط تلك الأبعاد المكانيّة الثلاثة لا غير: الطول والعرض والعمق، وعلى الرّغم من أن الزّمن يُعدّ بعداً حقيقيّاً في النظريّة النسبيّة إلاّ أنّه ليس بعداً مكانياً ولذلك نحن لن نعتبره هنا بعداً في هذا الخصوص.
لذلك نحن سنتكلّم هنا فقط على الأبعاد الحقيقيّة الثلاثة للمكان وهي في الحقيقة ستّة أبعاد إذا أخذنا الجهات في الحسبان: فوق وتحت ويمين وشمال وأمام وخلف.
فنقول إنّه يمكن ترتيب الموجودات فيما يتعلّق بالأبعاد ضمن خمسة أصناف:
فالحقّ المخلوق به وهو العنصر الأعظم هو موجود مثل النقطة الهندسية ليس له أبعاد، أي أنّه مستقلٌّ عن الزّمان والمكان. ولقد قلنا من قبل أنّ الجوهر الفرد يتركّب من العنصر الأعظم، وأنّ نسبة الجوهر الفرد إلى الحقّ مثل نسبة حرف الألف إلى النقطة. ولذلك نجد أنّ ابن العربي يرمز إلى الحقّ كنقطة،[649] مثل مركز الدائرة كما رأينا في الشكل الذي نقلناه عن ابن العربي في بداية الفصل الخامس. ولكن لا بدّ من التنبيه هنا إلى أنّ الحديث هنا عن الحقّ المخلوق به وليس عن الحقّ تعالى لأنّه سبحانه وتعالى فوق كلّ وصف فيما يخصّ الأبعاد، ولا يمكن أن نقول إنّه نقطة ولو أنّ النقطة هنا للتنـزيه وليست للتحديد أو التشبيه.
والشكل التالي يوضّح النقطة ولو أنّنا هنا لا بدّ أن نضعها ضمن الأبعاد، ولكنّها في الحقيقة ليس لها طول أو عرض أو عمق.
فكما رأينا في الشكل التخطيطي في بداية الفصل الخامس أنّ ابن العربي يمثّل العالَم بشكلٍ رمزيٍّ كدائرةٍ يكون مركزها الحقّ، فالنُّقطة المجرّدة في المركز هي وحدة واحدة لا تتكثّر ولا تتجزّأ، ومع ذلك تواجه هذه النقطة جميع النُّقاط في محيط الدائرة. علاوة على ذلك فإنّ كلّ نقطة من محيط الدائرة مشابهة لصورة النقطة المركزية. فهذا بالنسبة لابن العربي مماثلٌ لمعنى الحديث النبوي أنّ الله خلق الإنسان على صورته (وكذلك العالَم، وفقاً لابن العربي كما رأينا من قبل). وكذلك فإنّ كلّ نقطة في المحيط يمكن أن تكون مركزاً لدائرة جديدة كما أنّ كلَّ شخص بل كلُّ شيء له عالمه الخاص به.[650] وكذلك إنّ أيّ نقطة من المحيط يمكن أن تُعتبر بداية الدائرة أو نهايتها، فهذا معنى هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن.[651] يضاف إلى ذلك أنّ كلّ خطّ يخرج من النقطة المركزية يصل إلى نقطة على المحيط؛ فالنقطة المركزيّة هي الحقّ والنقطة على المحيط هي الحقّ، فكلّ شيء نشأ من الحقّ (في المركز) وإليه يعود (في المحيط).[652] فهذا من معاني الآية الكريمة من سورة البقرة: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)﴾، والآية الكريمة من سورة هود: ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾.
وبما أنّ كلّ النُّقاط هي صورٌ للنُّقطة المركزيّة فإنّ الدودة والعقل الأوّل متساويان من حيث الجوهر، لكن الاختلاف ظهر في الشكل الظاهر.[653] وبنفس الطريقة يشير ابن العربي إلى أنّ الإنسان نظير العقل الأوّل وبه ارتبط، لأن الوجود دائرة فكان ابتداء الدائرة وجود العقل الأوّل الذي ورد في الخبر أنه أوّل ما خلق الله العقل، فهو أوّل الأجناس وانتهى الخلق إلى الجنس الإنساني فكملت الدائرة واتّصل الإنسان بالعقل كما يتّصل آخر الدائرة بأوّلها فكانت دائرة، وما بين طرفي الدائرة جميع ما خلق الله من أجناس العالَم بين العقل الأوّل الذي هو القلم أيضاً وبين الإنسان الذي هو الموجود الآخر. ولما كانت الخطوط الخارجة من النقطة التي في وسط الدائرة إلى المحيط الذي وُجد عنها تخرج على السواء لكلّ جزء من المحيط كذلك نسبة الحقّ تعالى إلى جميع الموجودات نسبةٌ واحدة فلا يقع هناك تغيير ألبتة، فكانت الأشياء كلها ناظرة إليه وقابلة منه ما يهبها نظر أجزاء المحيط إلى النقطة.[654]
علاوة على ذلك فإنّ أيّ جسم يكون بالضرورة متكوّناً من عدد من النقاط المتماثلة لكن يكون لها خواصّ مختلفة؛ فالجسم مجموع تلك النقاط. لكنّنا لا نستطيع القولإنّ الجسم هو النقطة ولا نستطيع القول أنّه ليس هو النقطة. وبنفس الطريقة إنّ العالَم هومجموع تجليّات الأسماء الإلهيّة، لكنّنا لا نستطيع القول أنّ العالَم هو الحقّ ولا نستطيع القول أيضاً أنّ العالَم ليس هو الحقّ؛ فلا هُوَ هُو، ولا هُوَ غيره،[655] وهذا بعض معاني وحدة الوجود كما شرحنا ذلك من قبل في الفصل الخامس.
فالحقّ بالنسبة لابن العربي يخلق العالَم على الدوام ويتجلّى له بشكل لا نهائي في الصور والأشكال المختلفة نقطةً نقطة وبشكل متسلسل، بما في ذلك العِلم والعالِم والمعلوم، وبهذا المعنى فإنّ كلّ صور العالَم أسماء لله تعالى لا لغيره سبحانه وتعالى.[656]
وأخيراً نقول: إنّ الهوية أو الجوهر لكلّ واحد منّا هي نقطة في دائرة الخلق، وكذلك هوية كلّ شيء في العالَم؛ فهنا يمكن أن نرى بوضوح معنى الآية الكريمة من سورة فصّلت: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾، والتي يمكن أن تعتبر قاعدة قرآنية واضحة لمفهوم ابن العربي عن وحدة الوجود؛[657] فكلّ نقطة من العالَم ليست غير الحقّ مهما خفي ذلك عنّا. وبالتالي، بما أنّ كلّ نقطة من محيط الدائرة مشابهة للنقطة المركزية، فإنّ من عرف نفسه عرف ربّه.[658]
إنّ الملائكة كائنات في بعد واحد لأنّهم مخلوقون من نور، والملائكة هي أوّل المخلوقات؛[659] فكما قلنا أعلاه أنّ العالَم المادّيَّ يشبه إلى حدّ بعيد عالَم الحروف، فكما أنّ الحقّ المخلوق به الذي هو العنصر الأعظم هو مثل النقطة ليس له أبعاد فإنّ الملائكة التي هي أوّل بداية الخلق مثل حرف الألف وكذلك بعض الحروف الأخرى تكون على خط واحد. فكما يحدث حرف الألف من سيلان النقطة عن طريقة جريان القلم وتكرار النقطة الأولى بصور مختلفة ومتجاورة تشكّل خطاً سواء كان مستقيماً مثل الألف أو منحنياً مثل بعض الحروف الأخرى كحرف اللام، فكذلك الملائكة تحدث من تكرار تجليّات الحق مرّتين على الأقل لأنّ أقلَّ الخط نقطتان.[660] والله سبحانه وتعالى يقول في سورة مريم على لسان الملائكة: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)﴾، فلم يذكر اليمين والشمال لأنّ ذلك غير معرّف بالنسبة لهم، وكذلك الفوق والتحت. وكذلك نجد أنّ ابن العربي يقول إنّ حقيقة الملك لا يصحّ فيها الميل فإنّه منشأُ الاعتدال بين التسعتين (التسعة الحقّيّة والتسعة الخلقية، وهي حروف كلمة "كن" التي أصلها كُوْنْ وحذفت الواو لالتقاء الساكنين؛ فيكون لدينا ثلاثة حروف: كاف_واو_نون تتحلّل إلى تسعة: كاف - ألف – فاء. واو - ألف – واو. نون - واو - نون) والميل انحراف ولا انحراف عنده، ولكنّه يتردّد بين الحركة المنكوسة والمستقيمة.[661]
من الناحية الأخرى هناك دليل قوي في نصوص ابن العربي أنّ بعض الملائكة في الحقيقة هم القوى الفعّالة في الطبيعة، حيث يقول في كتاب إنشاء الدوائر أنّ الملائكة تسمّى هكذا لأنّها عبارة عن رقائق تصل بين الأحكام الإلهية والعالَم المادّي، والملك من الألوكة وهي تعني في اللغة العربية القوة والشدة.[662] وهو يقول أيضاً في الفتوحات المكيّة إنّه ما في السماء والأرض موضعٌ إلاّ وفيه ملك، ولا يزال الحقّ يخلق من أنفاس العالَم ملائكة ما داموا متنفّسين،[663] فهذه هي القوى المختلفة في الطبيعة والتي تنشأ أساساً من أربع قوى رئيسيّة.
فمن المعروف في علم الفيزياء أنّ هناك أربع قوى أساسية في الطبيعة هي قوّة الجاذبية والقوّة الكهرومغناطيسية والقوّة النوويّة الضعيفة والقوّة النوويّة القويّة؛ فالطبيعة مبنية على هذه القوى الأربع. فيمكن القول بكل ثقة إنّ هذه القوى الأربع تمثّل الملائكة الأربعة الأساسيّين جبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك، لأنّ ابن العربي يؤكّد بأنّ هؤلاء الملائكة الأربعة هم حملة العرش الذي هو المملكة أي الطبيعة. فالله تعالى يقول في سورة الحاقّة: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)﴾ ولكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا سمع هذه الآية قال: وهُم اليوم أربعة،[664] وغداً يوم القيامة سيصبحون ثمانية.[665] وابن العربي يوضّح أيضاً أنّ العرش في اللسان العربي يشير إلى المملكة بالإضافة إلى العرش الذي هو كرسيّ الملك.[666]
إذن إنّ حملة العرش حسب هذه الآية هم الأعمدة التي تقوم عليها المملكة وذلك مثل الأوتاد الأربعة التي يقوم عليها البيت. لهذا السبب نجد ابن العربي يؤكّد أيضاً أنّ الأوتاد الذين ذكرناهم من قبل هم على روحانيّة هؤلاء الملائكة الأربعة،[667] مع أنّه هنا يذكر عزرائيل ملك الموت بدلاً من مالك خازن جهنّم. وبعد ذلك يوضّح ابن العربي في مكانٍ آخر أنّ الأنبياء الثلاثة آدم ومحمد وإبراهيم بالإضافة إلى رضوان ملك الجنة سيساهمون أيضاً في حمل العرش في الآخرة ليكون المجموع ثمانية.[668] وسوف نرى بعد قليل أنّ هذا يساعد على توضيح لماذا سيكون الخلق يوم الآخرة في أربعة أبعاد.
فيوضّح ابن العربي أيضاً أنّ العرش هو المملكة وأنّه محصور في أربعة أشياء: جسم وروح وغذاء ومرتبة؛ لذلك فإنّ أولئك الثمانية لهم تخصّصات مختلفة: فآدم وإسرافيل للصوَر وجبريل ومحمّد للأرواح وميكائيل وإبراهيم للأرزاق ومالك ورضوان للوعد والوعيد، وليس في المُلك إلا ما ذكر.[669]
لذلك نريد هنا أن نقارن بين هؤلاء الملائكة الأربعة التي تحمل المملكة والقوى الأوّلّية الأربع في الطبيعة؛ فنحن يمكن أن نرى بشكلٍ واضحٍ وجود تشابهٍ بين قوة الجاذبية وعزرائيل عليه السلام حيث إنّ كلاهما يؤثّر على الأجسام ويؤدّي بها إلى الموت أو الفناء وإلحاقها بأصلها الذي خرجت منه وهو الأرض. وكذلك هناك علاقة واضحة أيضاً بين القوّة الكهرومغناطيسية وميكائيل لأن كلاهما مسؤول عن الأرزاق والغذاء، فكلّ الغذاء على الأرض مصدره في النهاية من التركيب الضوئي والحرارة التي تنتج من الشمس وما هي إلاّ موجات كهرومغناطيسية. ولكن من جهة أخرى يصعب المقارنة بين القوّة النوويّة الضعيفة والقويّة من جهة وإسرافيل وجبرائيل من جهة أخرى وذلك لأنّنا لا نعرف الكثير عن هاتين القوتين.
والشكل التالي يوضح أبسط الخطوط وهو ناتج عن سيلان النقطة عن طريق تكرار ظهر الجوهر الفرد مرّتين على الأقل:
من الناحية الأخرى هناك أنواع كثيرة من الملائكة التي لها أعمال ووظائف مختلفة ذكرت في القرآن الكريم مثل قوله تعالى في سورة الذاريات: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)﴾، وكذلك قوله تعالى في سورة المرسلات: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)﴾، وقد تحدّث ابن العربي عن بعض هذه الأنواع في كتاب الفتوحات المكية[670] ومن الواضح أن هذه الملائكة تقوم بواجبات معيّنة مثل بعض القوى الثانويّة المختلفة في الطبيعة كقوّة الرياح وغيرها.
لذلك فمن الواضح أنّ اقتراحنا أنّ الملائكة هي مخلوقات في بعد واحد مبرّر ومقنع لأنّ مثل هذه القوى الطبيعيّة تعمل دائماً في بعد واحد، خاصّة وأنّها تمثَّل عادة كالأشعة في الفيزياء وهي دائماً تعمل بين جسمين رغم أنّ تأثيراتها قد تظهر في النهاية في بعدينوثلاثة أبعاد أيضاً، وذلك لأنّ قولنا أنها في بعد واحد لا يعني أنها لا تشغل مستوياً أو فراغاًكما هو حال الخط المنحني، ولكنّ البعد الواحد يعني أن لها درجة حريّة واحدة.
إنّ الجنّ مخلوقون من النار وهم مخلوقات من بعدين أو أربعة اتّجاهات؛ حيث يقول الله تعالى في سورة الأعراف: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)﴾، وذلك في وصف إبليس وهو واحد من الجنّ كما قال عنه الله تعالى في سورة الكهف: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)﴾. فيقول ابن العربي إنّ الحروف الأربعة (العين والغين والسين والشين) حصلت للجنّ الناري لحقائقَ هم عليها وهي التي أدّتهم لقولهم فيما أخبر الحق تعالى عنهم: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ...﴾ وفرغت حقائقهم ولم تبق لهم حقيقة خامسة يطلبون بها مرتبة زائدة؛ وإيّاك أن تعتقد أن ذلك جائزٌ لهم وهو أن يكون لهم العلو وما يقابله اللذان تتم بهما الجهات الستة، فإن الحقيقة تأبى ذلك على ما قررّناه في كتاب المبادئ والغايات وبيّنا فيه لِم اختُصّوا بالعين والغين والسين والشين دون غيرها من الحروف والمناسبة التي بين هذه الحروف وبينهم.[671]
والشكل التالي يوضّح أبسط السطوح وهو مؤلّف على الأقل من أربعة نقاط أو خطين، ولكن ليس له سماكة أو عمق:
من جهة أخرى فمن الطبيعي القول إنّ الجنّ في بعدين أو أربعة جهات وذلك لكونهم مخلوقون من نار وهي عبارة عن موجات حرارية تنتشر في الفراغ ولكنها تحتل سطحاً وإن كان مكوّراً وإنّما ليس له سماكة أي أنّهم مخلوقات لطيفة يمكنها اختراق الحواجز لأنّهم لا يشعرون بها، فهم لا يملكون الفوق والتحت لأنّهم يعيشون في فضاء جزئي من فضائنا الثلاثي الأبعاد ولذلك نحن لا نراهم، وهم كذلك لا يرون أجسامنا ولا يمكن أن يتفاعلوا معها وإنّما يمكن أن يروا ويؤثّروا على النفوس وربّما العقول.
في الحقيقة كما أنّ تركيب الملائكة من نور مثل الروح أو العقل بالنسبة لنا، فكذلك تركيب الجنّ مشابه لتركيب النفوس؛ لأنّ النفس تأتي بالمترتبة الثانية بعد الروح والجسم في المرتبة الثالثة، فيقول ابن العربي إنّ باطن الإنسان جانّ على الحقيقة،[672] فكذلك باطن الجنّ ملائكة، وباطن الملائكة الحقّ، فالحقّ هو أيضاً باطن فينا وفي الأجسام عموماً كما في الجنّ والملائكة وكلّ شيء، كما عبّرنا عن ذلك من قبل عند الحديث عن الحقّ أعلاه وكذلك عند الحديث عن وحدة الوجود في الفصل الخامس.
والبشر بالطَّبع مخلوقات في ثلاثة أبعاد وهم مخلوقون من التراب أو الطين؛ وكما قلنا أعلاه إنّ البشر يمكنهم من حيث المبدأ أن يتحلّلوا إلى بعدين وبعد واحد فيتفاعلونمع الجنّ والملائكة، وكذلك يمكن أن يتحلّلوا إلى النقطة العديمة الأبعاد حتّى يشهدونصورة الحقّ في أنفسهم، وهذا هو المعنى الدقيق الذي يقصده الصوفيّون حين يقومون بالرياضة والمجاهدة للتخلّص من التعلّقات الدنيوية، أي من الأجسام ذات الأبعاد الثلاثة وكذلك من الصور النفسانية ذات البعدين وكذلك الخواطر العقلية ذات البعد الواحد.
والشكل التالي يوضّح أبسط الأجسام وهو يتشكّل من ثمان نقاط على الأقل:
وهذا الشكل المكعَّب يشبه شكل الكعبة الشريفة، ونلاحظ أنّ الجوهر الفرد حتى يخلق هذا الشكل المكعب البسيط يقوم بسبع حركات هي الأيّام الأصليّة في الأسبوع الذي يخلق الله فيه السموات والأرض ثم يستوي على العرش، وذلك أيضاً مثل أشواط الطواف حول الكعبة الشريفة كما رأينا في الفصل السادس.
نحن لا نستطيع الكلام بدقّة عن عالَم الآخرة، ولكن يمكننا إجراء بعض التخمينات المهمّة التي نختم بها هذا الكتاب؛ فنقول إنّ التسلسل الطبيعي للخلق يعني أنّ الآخرة ستكون من أربعة أبعادٍ مكانيّة خاصّة وكما رأينا من قبل أنّ حملة العرش يوم الآخرة سيكونون ثمانية وهم اليوم أربعة وهم القوى التي تقوم عليها المملكة.
علاوة على ذلك نحن نلاحظ أنّ أحاسيسنا الرئيسية التي تتعلّق بالأبعاد يمكن أن تنتظم وفق الأسلوب التالي: فالسمع يكون في بعدٍ واحدٍ لأنّ المعلومات التي ندركها بالسمع تكون متسلسلة بحيث نحصل على معلومة واحدة فقط في كلّ وقت. والبصر يكون في بعدين لأنّنا نرى صورة واحدة مسطّحة في كلّ وقت. صحيح أنّنا نشعربالأبعاد الثلاثة حولنا ولكنّ ذلك ناتج عن تركيب الصور المسطّحة التي ندركها مع الوقتوإجراء نوع من التكامل بين هذه الصور. فنحن لا ندرك الأبعاد الثلاثة بالسمع أو بالبصروإنّما نتخيّلها بالخيال.
فيبدو، وفقاً لأحاديث نبويّة كثيرة، أنّنا في الآخرة سوف نكتسب قدرات جديدة لإدراك الأشياء في أربعة أبعاد، وحينئذٍ ستصبح خيالاتنا حقيقيّة في ثلاثة أبعاد؛ ففي الآخرة سيكون كلّ ما نتخيّله حاضراً أمامنا كما أنّنا الآن يمكن أن نتخيّل أي شيء، وهذه الحقيقة يؤكّدها ابن العربي وكذلك العديد من الأحاديث التي تصف الجنّة. فعلى سبيل المثال يقول ابن العربي إنّ الناس في الجنّة سيكون عندهم قوّة الخلق من خلال الأمر كما يخلق الله تعالى الآن بقوله "كن"،[673] وهو يؤكّد أيضاً بأنّ هذه الخاصّيّة موجودة أيضاً لبعض الناس في الدنيا،[674] وهو ما يسمّى الفعل بالهمّة.[675]
في الحقيقة إنّ آلية الخلق بواسطة الجوهر الفرد الذي هو القلم الأعلى هي تماماً مثلالكتابة بالقلم العادي؛ فتبدأ الكتابة بوضع نقطة على الصفحة (وهي اللوح المحفوظ أو النفسالكلّيّة) ثم تبدأ هذه النقطة فتسيل لتشكّل حرف الألف وبقيّة الحروف التي تكون عادة في بعدٍ واحدٍ ثمّ في بعدين، ولكن يمكن أن تكون أيضاً في ثلاثة أبعاد كعلم النحت ولو أنّه لا يحصل بالقلم العادي ولكنّها يبقى نوعاً من الكتابة.
وهكذا فالخلق بدأ بالحقّ الذي هو الجوهر الفرد ثم انتقل مباشرة إلى الملائكة ثم بعد 11.000 سنة (كما ذكرنا من قبل في الفصل الخامس وكذلك الفصل الثاني عند الحديث عن دورتي الحياة) انتقل الخلق إلى بعدين فخلق الله تعالى الجنّ من نار، ثم بعد أجلٍ آخر وهو 54.000 سنة بدأ خلق عالَم الدنيا. وفي الحقيقة يقول ابن العربي إنّ الله تعالى قد بدأ بخلق الآخرة بعد الدنيا بـ 9.000 سنة، ولو أنّنا لم ندرك ذلك بعد؛ ولكنّنا ننتقل الآن لها تدريجيّاً بالموت. ولكن هناك نوعان من الموت: موت طبيعي وموت إرادي؛ فالموت الطبيعي معروف، والموت الإرادي[676] هو ما قرّرناه أعلاه وهي الذي يحصل بالفناء عن الدنيا بعد طول جهاد وزهد مما يجعل المرء ينسى حظوظ جسمه ونفسه وعقله ويتحلّل إلى نقطة ليس لها أبعاد، وهو ما يُعرف في طريق التصوّف بالفناء، وكذلك يُعبّر عنه أيضاً بالفتح لأنّ المرء حين يحصل في هذه الحال تنفتح عين بصيرته أي أنّه يصبح يدرك بقوّة أعلى من قوّة البصر، وبمعنى آخر يصبح يدرك في ثلاثة أبعاد كما يحصل عموماً لأهل الآخرة؛ سواء أهل الجنّة أو أهل النار.
فيقول ابن العربي إن الآخرة لا تزال دائمة التكوين عن العالَم فإنهم يقولون في الجنان للشيء يريدونه كن فيكون، فلا يتوهّمون أمراً ما ولا يخطر لهم خاطر في تكوين أمر مّا إلاَّ ويتكوّن بين أيديهم. وكذلك أهل النار لا يخطر لهم خاطر خوف من عذاب أكبر مما هم فيه إلاّ تكوّن فيهم أو لهم ذلك العذاب وهو عين حصول الخاطر؛ فإن الدار الآخرة تقتضي تكوين العالَم عن العالَم لكن حسّاً وبمجرّد حصول الخاطر والهمّ والإرادة والتمنّي والشهوة، كل ذلك محسوس وليس ذلك في الدنيا أعني من الفعل بالهمّة لكلّ أحد، وقد كان ذلك في الدنيا لغير الولي كصاحب العين والغرانية بأفريقية ولكن ما يكون بسرعة تكوين الشيء بالهمّة في الدار الآخرة وهذا في الدار الدنيا نادر شاذ كقضيب البان وغيره وهو في الدار الآخرة للجميع.[677]
وأخيراً نقول إنّ من المحتمل أيضاً في الآخرة أن يستمرّ تطوّر الخلق في الأبعاد بشكل لا نهائيّ إلى الأبعاد الأعلى فوق الأربعة أبعاد؛ حيث يقول ابن العربي كما ذكرنا للتوّ إنّ الآخرة لا تزال دائمةَ التكوين عن العالَم، وكذلك يقول في كتاب المسائل إنّ السلوك إلى الله تعالى مطلوبٌ بشكلٍ دائمٍ هنا وفي الآخرة، لأنّه ليس هناك غاية ينتهي إليها السلوك.[678]
وربّما يقع هنا الأصل الحقيقي لعلم الرياضيات التي تستطيع التعامل في الفراغات الطوبولوجية مثلاً مع عدد كبير من الأبعاد من غير أن يكون لذلك معنىً فيزيائياً حتّى الآن. وبالتالي إنّ تصوّر العالَم الحقيقي بهذه الطريقة وفقاً للأبعاد المكانية المتعدّدة سيساعد كثيراً في إنشاء برامج المحاكاة بالحاسوب (computer simulation) لدراسة نموذج الجوهر الفرد وبحيث يكون هناك توافق فعليّ بين التنبّؤات الرياضية الهندسية والواقع الفيزيائي الملموس والذي يمكن أن يكون عليه الأمر في المستقبل سواء في الدنيا أو في الآخرة.
ونذكّر أيضاً بما ذكرناه أعلاه أثناء الحديث عن الأوتار الفائقة من أنّ العالَم كلمات الله التي لا تنفد كما ذكر سبحانه وتعالى في سورة الكهف وفي سورةلقمان، فنضيف هنا أنّ الآيات التي ذكرها الله تعالى في سورة الكهف وقال فيها: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)﴾، جاءت مباشرة بعد قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)﴾، وبذلك نستطيع فهم المناسبة بين هذه الآيات؛ أي إنّ أهل جنّة الفردوس، وهي من أعالي الجنان ليس فوقها سوى جنّة عدن،[679] خالدين فيها لا يبغون عنها حِولاً لأنّ كلمات الله تعالى لا تنفد، فالعقل الذي بدأ كتابة هذه الكلمات من النقطة وانطلق إلى الخطّ ثم المستوى ثم الفراغ لا يزال مستمرّاً في الكتابة وهو يستمدّ من بحر تجلّيات الذَّات الإلهيّة الذي يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ وهي الصِّفات الأمّهات التي ذكرناها في الفصل الثالث والتي نشأت عنها أيّام الأسبوع السبعة وهي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام.
وكذلك نجد أيضاً المناسبة بين الآيات الأخرى التي ذكرها الله تعالى في سورة لقمان: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)﴾؛ فالأرض هنا هي الطبيعة[680] التي فيها أعيان العالَم ثابتة في علم الله تعالى قبل خلقها بشكلٍ فعلي، وهي لا نهائيّة لأنّها في الغيب المطلق، ثم يبدأ الجوهر الفرد، وهو العقل الأوّل، والرّوح الكلّي، وهو القلم الأعلى، بإخراجها من ظلمة العدم إلى نور الوجود حيث يلبس صورها التي هي أعراضٌ له فتكون أرواحاً أو عقولاً أو أقلاماً تستمدّ عن طريق هذا العقل الأوّل من بحار الصفات الأمّهات السبع المذكورة، فتكتب وتعيد وكلّ ذلك الخلق والبعث كنفس واحدة في الحقيقة ولكنّ الكثرة ظهرت لأنّ الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، فتظهر الكثرة من عين أحديّة الحقّ المخلوق به، وهو العنصر الأعظم، عن طريق واحِدِيّة العقل الأوّل في النفس الكلّيّة التي هي ظلّه، وكلّ ذلك بأنّ الله هو الحقّ لأنّ هذا العنصر الأعظم، الذي هو أصل كلّ ذلك، ما هو غير الله تعالى كما قلنا في الفصل الخامس بل هو أكمل صورة إلهيّة في الوجود وهو أكثر الموجودات تحقّقاً في أحديّة الله تعالى.
وهكذا نجد أنّ فهم حقيقة الزمن والخلق في ستّة أيّاّم يمكن أن يؤدّي إلى فهم أعمق لآيات القرآن الكريم لأنّه لا بدّ من وجود مناسبة بين الآيات المتتالية في القرآن مهما بدت متباينة لأوّل وهلة، ولكنّ من يعيد النظر فيها مع إدراك بعض حقائقها يستطيع أن يدرك وجه الترابط بينها فيؤدّي ذلك إلى استنباط بعض معانيها العميقة، وبالتالي ربّما نستطيع تطبيقها في العديد من النظريات العلميّة المختلفة الخاصّة في الكون والفيزياء والطبيعة عموماً.
[645] انظر في:
Wim van den Dungen, 'On Being and the Majesty of the Worlds', Reg. N°51, inSofiaTopiaNet; Sophia Society for philosophy,
[www.sofiatopia.org/equiaeon/being.htm#dim] .
[646] الفتوحات المكية: ج1ص168س20.
[647] الفتوحات المكية: ج3ص332س11.
[648] الفتوحات المكية: ج1ص168س22، وانظر أيضاً ج3ص540س33.
[649] الفتوحات المكية: ج3ص275.
[650] الفتوحات المكية: ج3ص275.
[651] الفتوحات المكية: ج1ص259س24.
[652] الفتوحات المكية: ج2ص538س26.
[653] الفتوحات المكية: ج3ص452س33.
[654] الفتوحات المكية: ج1ص125س18.
[655] الفتوحات المكية: ج3ص275س32.
[656] الفتوحات المكية: ج2ص122س14.
[657] لمراجعة تعليقات ابن العربي المختلفة على هذه الآية انظر في الفتوحات المكيّة: ج1ص156س15، ج1ص238س13، ج1ص279س16، ج2ص16س32، ج2ص150س34، ج2ص209س9، ج2ص225س6، ج2ص296س6، ج2ص298س33، ج2ص556س32، ج3ص275س33، ج3ص315س6، ج3ص344س30، ج4ص28س28، ج4ص93س3.
[658] الفتوحات المكية: ج1ص328س31، ج2ص298س30.
[659] راجع كتاب: إنشاء الدوائر: ص27.
[660] الفتوحات المكية: ج3ص276س3.
[661] الفتوحات المكية: ج1ص54س21.
[662] انظر في كتاب إنشاء الدوائر: ص27.
[663] الفتوحات المكية: ج1ص123س2.
[664] الفتوحات المكية: ج1ص148س2، ج3ص184س28. وانظر أيضاً في: عقلة المستوفز: ص43-44.
[665] الفتوحات المكية: ج1ص149س29.
[666] الفتوحات المكية: ج1ص147س33.
[667] الفتوحات المكية: ج1ص160س25، ج2ص7س1.
[668] الفتوحات المكية: ج1ص148س11.
[669] الفتوحات المكية: ج1ص148س3.
[670] الفتوحات المكية ج3ص445س35-446س6. وانظر أيضاً في: إنشاء الدوائر: ص27.
[671] الفتوحات المكية: ج1ص53س8.
[672] الفتوحات المكية: ج1ص85س6.
[673] كتاب المسائل: ص126؛ وانظر أيضاً في الفتوحات المكيّة: ج1ص84س21، ج2ص157س26، ج2ص440س35، ج2ص441س26، ج3ص295س17.
[674] كتاب المسائل: ص126؛ وانظر أيضاً في الفتوحات المكيّة: ج3ص295س14.
[675] الفتوحات المكية: ج1ص259س33، ولقد تحدّثنا عن ذلك أيضاً في كتاب شمس المغرب.
[676] الفتوحات المكية: ج4ص354س19.
[677] الفتوحات المكية: ج1ص259س27. ولمعرفة المزيد عن قضيب البان يمكن مراجعة كتاب شمس المغرب: ص287.
[678] كتاب المسائل: ص203.
[679] راجع الشكل 3 في الفصل الأوّل أعلاه.
[680] ولقد درس ابن العربي هذه المضاهاة بين العالَم والإنسان وبين الإنسان والصفات الإلهية، أو بين العالَم السفلي والعالَم العلوي، بالتفصيل في كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية ثم أتمَّه في كتاب مواقع النجوم وكذلك في كتاب عنقاء مغرب، وللمزيد حول هذا الموضوع يمكن مراجعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة).
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
... جعة الفصل الثالث من كتاب سلوك القلب: ص99-176 (وهو الفصل الثاني من الطبعة الجديدة). البحث في نص الكتاب ...
I have no doubt that this is the most significant discovery in the history of mathematics, physics and philosophy, ever!
By revealing the mystery of the connection between discreteness and contintuity, this novel understanding of the complex (time-time) geometry, will cause a paradigm shift in our knowledge of the fundamental nature of the cosmos and its corporeal and incorporeal structures.
Enjoy reading...
Mohamed Haj Yousef
Check this detailed video presentation on "Deriving the Principles of Special, General and Quantum Relativity Based on the Single Monad Model Cosmos and Duality of Time Theory".
Download the Book "DOT: The Duality of Time Postulate and Its Consequences on General Relativity and Quantum Mechanics" or: READ ONLINE .....>>>>