The Duality of Time Theory, that results from the Single Monad Model of the Cosmos, explains how physical multiplicity is emerging from absolute (metaphysical) Oneness, at every instance of our normal time! This leads to the Ultimate Symmetry of space and its dynamic formation and breaking into the physical and psychical (supersymmetrical) creations, in orthogonal time directions. General Relativity and Quantum Mechanics are complementary consequences of the Duality of Time Theory, and all the fundamental interactions become properties of the new granular complex-time geometry, at different dimensions. - => Conference Talk - Another Conference [Detailed Presentation]
مفهوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي للزمن والخلق في ستة أيّام
لقد ذكر ابن العربي قصّة اجتماعه بابن رشد التي ذكرناها أعلاه ضمن سياق اقتباسه وشرحه لكلمات قطب الأرواح الذي يدعوه مداوي الكلوم وهو إدريس عليه السلام الذي رفعه الله مكاناً عليّاً؛ فيقول الشيخ محي الدين أنّ هذا القطب هو من أعلم الخلق بالعالَم الطبيعي وتأثيرات العالَم الأعلى عليه، ثم يقول إنّ هذا القطب قال إنّ العالَم موجود ما بين المحيط والنقطة، على مراتبهم وصغر أفلاكهم وعِظمها، وإنّ الأقرب إلى المحيط أوسع من الذي في جوفه؛ فيومُه أكبر ومكانُه أفسح ولسانُه أفصح وهو إلى التحقق بالقوّة والصفاء أقرب، وما انحطّ إلى العناصر نزل عن هذه الدرجة حتى إلى كرة الأرض، وكلّ جزء في كل محيط يقابل ما فوقه وما تحته بذاته لا يزيد واحدٌ على الآخر شيء وإن اتّسع الواحد وضاق الآخر، وهذا من إيراد الكبير على الصغير والواسع على الضيق من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع، والكل ينظر إلى النقطة بذواتهم والنقطة مع صغرها تنظر إلى كل جزء من المحيط بها بذاتها، فالمختصر المحيط والمختصر منه النقطة وبالعكس فانظروا لَمّا انحطّ الأمر إلى العناصر حتى انتهى إلى الأرض كثر عكره مثل الماء في الحَبّ والزيت وكل مائع في الدنّ ينزل إلى أسفله عكره ويصفو أعلاه.[436]
فالنقطة هنا تشير إلى الحقيقة وهي صورة الحق تعالى وظاهره في العالَم (وهو الواجب الوجود)، بينما محيط الدائرة هو مجموع المخلوقات (وهي الموجودات الممكنة الوجود). وأمّا ما هو بعد هذا المحيط فهو بحر العدم أو الباطل (المستحيل الوجود). والشكل التالي يوضّح هذا التقسيم الذي يعتمد عليه ابن العربي كثيراً، وهو مأخوذ ببعض التصرّف من الباب 360 من الفتوحات المكية.[437]
الشكل 1: العلاقة بين الحق والخلق والباطل، أو واجب الوجود وممكن الوجود ومستحيل الوجود.
وفيما يتعلّق بهذا الشكل التمثيلي يوضّح ابن العربي في الباب 47 من الفتوحات المكية أنّ كلّ خط يخرج من النقطة المركزيّة إلى المحيط مساوٍ لصاحبه وينتهي إلى نقطة من المحيط، والنقطة في ذاتها ما تعدّدت ولا تزيّدت مع كثرة الخطوط الخارجة منها إلى المحيط، وهي تقابل كلَّ نقطة من المحيط بذاتها؛ إذ لو كان ما تقابل به نقطةً من المحيط غير ما تقابل به نقطةً أخرى لانقسمت ولم يصحّ أن تكون واحدة وهي واحدة فما قابلت النقط كلَّها على كثرتها إلا بذاتها. فقد ظهرت الكثرة عن الواحد العين ولم يتكثّر هو في ذاته، فبطل قول من قال إنّه لا يصدر عن الواحد إلا واحد؛[438] فذلك الخط الخارج من النقطة إلى النقطة الواحدة من المحيط هو الوجه الحاصل الذي لكلّ موجود من خالقه سبحانه وهو قوله تعالى في سورة النحل: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40)﴾، فالإرادة هنا هو ذلك الخطّ الذي فرضناه خارجاً من نقطة الدائرة إلى المحيط وهو التوجّه الإلهي الذي عيّن تلك النقطة في المحيط بالإيجاد لأنّ ذلك المحيط هو عين دائرة الممكنات والنقطة التي في الوسط المعيّنة لنقطة الدائرة المحيطة هي الواجب الوجود لنفسه وتلك الدائرة المفروضة دائرة أجناس الممكنات وهي محصورة في جوهر متحيّز وجوهر غير متحيّز وأكوان وألوان، والذي لا ينحصر وجود الأنواع والأشخاص وهو ما يحدث من كلّ نقطة من كل دائرة من الدوائر فإنّه يحدث فيها دوائر الأنواع، وعن دوائر الأنواع دوائر أنواع وأشخاص فاعلم ذلك، والأصل النقطة الأولى لهذا كله. وذلك الخط المتصل من النقطة إلى النقطة المعيّنة من محيطها يمتدّ منها إلى ما يتولّد عنها من النقط في نصف الدائرة الخارجة عنها وعن ذلك النصف تخرج دوائر كاملة، وعلّة ذلك الامتياز بين الواجب الوجود لنفسه وبين الممكن فلا يتمكّن أن يظهر عن الممكن الذي هو دائرة الأجناس دائرة كاملة، فإنها كانت تدخل بالمشاركة فيما وقع به الامتياز وذلك محال، فتكوين دائرة كاملة من الأجناس محال ليتبيّن نقص الممكن عن كمال الواجب الوجود لنفسه وصورة الأمر فيها هكذا صورة شكل الأجناس والأنواع من غير قصد للحصر إذ للأنواع أنواع حتى ينتهي إلى النوع الأخير كما ينتهي إلى جنس الأجناس.[439]
وبنفس الطريقة فإنّ تعدّد الخلق وكثرتهم لا تتنافى مع وحدة الحق وأحديته؛ فكثرة العالَم ظهرت عن الحقّ الخالِق الواحد من غير أن تؤثّر على وحدانيته الفريدة. ولكنّ ابن العربي يدرك جيداً بأنّ هذه العلاقة بين الحقّ والخلق تتناقض بشكل واضح مع المقولة الفلسفيّة المقبولة على مستوى واسع خاصّة بين أتباع مدرسة ابن سينا الفلسفية والتي تنطلق من الفلسفة الأفلوطينية الجديدة التي تعتمد على نظريّة الفيض وتقول إنّه لا يمكن أن يصدر عن الواحد إلا واحد. إنّ المشكلة الأساسية التي تواجه الفلاسفة وكذلك علماء الدين عندما يريدون توضيح كيفيّة خلق الله تعالى للعالَم أنّ العقل لا يمكن أن يربط بين وحدانيّة الحق وكثرة الخلق لأنّه يتخيّل أنّ الحقّ لا بدّ أن يقابل كلّ فرد من الكثرة الموجودة في الخلق بوجهٍ غير الذي يقابل به الأفراد الآخرين، فتعدّد الوجوه بهذا الشكل يتناقض مع صفة الأحدية والتي تعني أنّ الله تعالى واحدٌ لا يتكثّر ولا يتجزّأ.
إنّ ابن العربي يقتبس هذه المقولة الفلسفية المذكورة أعلاه كثيراً في الفتوحات المكية،[440] وهو يرفضها بشكل عام،[441] لكنّه أحياناً يوضّح أنّ هذه الفكرة يمكن أن تصحّ بالنسبة للكائنات والأجسام الطبيعيّة لكنّها ليست صحيحة فيما يخصّ جناب الحقّ تعالى، لأن الله الواحد الأحد يمكن أن يخلق مخلوقات متعدّدة كما هو واضح لدينا؛ فهو يقول مثلاً إنّه لولا الاعتماد على عين العبد ما ظهر سلطان هذين الاسمين (الأوّل والآخر) إذ العين هنالك واحدة لا متّحدة وفي العبد متّحدة لا واحدة، فالأحديّة لله والاتحاد للعبد لا الأحديّة فإنّه لا يُعقل العبد إلا بغيره لا بنفسه فلا رائحة له في الأحديّةأبداً، والحق قد تُعقل له الأحديّة وقد تُعقل بالإضافة لأنّ الكلّ له بل هو عين الكلّ لا كلّيّةجمع بل حقيقة أحديّة تكون عنها الكثرة، ولا يصح هذا إلاّ في جناب الحقّ خاصّة؛ فلا يصدر عن الواحد أبداً في قضيّة العقل إلا واحد إلا أحديّة الحقّ فإنّ الكثرة تصدرعنها لأنّ أحديّته خارجة عن حكم العقل وطوره، فأحديّة حكم العقل هي التي لا يصدرعنها إلا واحد وأحديّة الحقّ لا تدخل تحت الحكم؛ كيف يدخل تحت الحكم من خلق الحكم والحاكم، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.[442]
ولكن رغم أنّ الشرح الذي يقدّمه ابن العربي كما وضّحناه أعلاه يخرجنا من هذا التناقض بين العقل والقلب (أي الإيمان بوحدانية الله وأحديّته)، ولكنّ هذا الشرحيحتاج إلى توضيحات أخرى حتى تُصبح نتيجته جازمة. فالحقيقة أنّ العقل السليم لا يزاليرفض إمكانيّة وجود علاقة بين الواحد والكثير من غير تعدّد وجوه الواحد. أمّا المثال الذي أعطاه ابن العربي باستخدام الدائرة ونقطة مركزها فهو مقنعٌ للرياضيين الذييتعاملون مع نقاط هندسية ليس لها أبعاد، أمّا ونحن نتكلّم عن عالَمٍ مادّي فالمسألة لا تزالغير مقنعة؛ فلو تصوّرنا وجود جسم أو كرة صغيرة في مركز الدائرة ومدَدنا منها خطوطاً كثيرة للمحيط، فلا يمكن أن تقابل هذه الكرة الصغيرة بكلّيّتها في المركز جميع نقاط المحيط وإنّما تقابل كلّ نقطة بوجه غير الذي تقابل به النقاط الأخرى. فالمثال الذي يعطيه ابن العربي لا يبدو صحيحاً عند الحديث عن الأجسام المادّية، بل هو صحيح فقط عند الحديث عن النقاط الرياضيّة الهندسيّة التي ليس لها أبعاد. ولكنّنا سنجد بعد قليل أنّ هذا المثال ورؤية ابن العربي للزمن التي تربط بشكلبديع بين الوحدة الكثرة يمكنها بنفس الشكل أن تربط بين الرياضيات والفيزياء أو بينالعقل والخيال، لأنّها في النهاية توفّق بين تناقض العقل النقدي مع الإيمان القلبي.
فرغم إيماننا بالخالق الواحد الأحد ومشاهدتنا لهذا الخلق الكثير الذي يصدر عنه، نحن لا نزال بحاجة إلى تفسير كيفية ظهور هذه الكثرة عن ذات الحق تعالى. وبكلمة أخرى، نحن نحتاج أن نوضّح كيف يمكن تطبيق هذا المثال الهندسي حول الدائرة ومركزها على عمليّة الخلق من قبل الله تعالى.
لكي يحلّ هذا اللغز ويزيل التناقض من هذه المقولة الفلسفية التي ذكرناها أعلاه ويربط بالتالي بين الكثرة والوحدة يقوم ابن العربي بإدخال الزّمن بطريقة بديعة, فيقول إنّ العقل الأوّل له ثلاث وجوه وإن كان واحداً وما من حقيقة تكون في الأوّل إلا ولا بدّ أن يتضمّنها الثاني ويزيد بحكم لا يكون للأوّل إذا كان المتقدم غير الله، وأما الله فهو مع كلّ شيء فلا يتقدّمه شيء ولا يتأخّر عنه شيء وليس هذا الحكم لغير الله،ولهذا له إلى كل موجود وجه خاصّ لأنّه سبب كل موجود؛ وكل موجود واحد لا يصحأن يكون اثنين، وهو واحد؛ فما صدر عنه إلا واحد فإنّه في أحديّة كلّ واحد وإن وُجدت الكثرة فبالنظر إلى أحديّة الزّمان الذي هو الظرف فإن وجود الحق في هذه الكثرة في أحديّة كل واحد فما ظهر منه إلا واحد، فهذا معنى لا يصدر عن الواحد إلا واحد، ولو صدر عنه جميع العالَم لم يصدر عنه إلا واحد فهو مع كلّ واحد من حيث أحديّته. وهذا لا يدركه إلا أهل الله[443] وتقوله الحكماء على غير هذا الوجه وهو مما أخطأت فيه.[444]
وبسبب أهميّة هذا النص الذي ذكرناه للتوّ كما قاله ابن العربي في الفتوحات المكية نجد أنّ الشيخ عبد القادر الجزائري الذي أشرف على طباعة الطبعة الأولى من الفتوحات المكية وهي المعروفة بطبعة بلاق قام بإضافة تعليق نادر فقط على هذا النص من بين جميع أبواب الفتوحات المكية،[445] يقول فيه إنّ هذا النص يشتمل على مسألتين الأولى "وحدة كلّ موجود" والثانية "أحديّة الوجود"، ثم يشرح الشيخ عبد القادر التناقضات الحاصلة عن المقولة الفلسفية أنّه لا يصدر عن الواحد إلا واحد. وبسبب أهميّة تعليقات عبد القادر الجزائري في خصوص ما نحن فيه من شرح مفهوم ابن العربي للزمن سنقوم هنا بتفنيدها مع بعض التفصيل.
فيبدأ عبد القادر الجزائري بالإشارة إلى أنّ كلّ موجود وكلّ شيء له وجه واحد خاص لا يشاركه فيه غيره من الموجودات؛ فليس هناك شخصان أو موجودان لهما نفس الحقيقة وإلاّ لكانا واحداً وليسا اثنان. لذلك فإنّ كلام ابن العربي يعني أنّه لم يصدر عن الخالق الواحد إلاّ واحد (أي حقيقة واحدة) لأن هذا الوجه الخاصّ لا يتكرّر أبداً.
لكنّ هذا التفسير ليس مقنعاً (على الأقل فيما يخص بحثنا عن حقيقة مفهوم الزّمن)، لأن عدم التكرار لا يؤدي إلى إنكار التعدّد، الذي نشهده بشكل واضح في العالَم.
ثم يتابع الشيخ عبد القادر بالقول إنّنا يمكن أن نوفّق بين التعدّد الظاهري للخلق والوحدانية الحقيقيّة للحقّ بتصحيح وجهة نظرنا عن الزّمان والمكان؛ فإنّ خيالنا يصوّر لنا الزّمان والمكان كحاوية تحتوي جميع الأشياء في الوجود لذلك نرى الأشياء مرتّبة بمرور الزّمن فنتخيّل التعدّد والكثرة. لكن إذا تخيّلنا أنفسنا خارج الزّمان ونظرنا إلى الوجود الكامل عبر الزّمان والمكان، فسنرى وجوداً واحداً بدون بداية وبدون نهاية، وبدون أيّ علاقة بالزّمان والمكان كما نتخيّله عادة. فعلى سبيل المثال نحن نعلم أنّ كلّ شخص منّا هو كيان واحد على الرغم من أنّ له ذراع ورجل وأجزاء كثيرة ظاهرة وباطنة.
لكن، مرّة أخرى، هذا التفسير ليس مقنعاً، لأنّه يوضّح واحدية المجموع وليس أحديّة الوجود. فهذا يعني أنّ كلّ الوجود واحد عندما ننظر إليه ككيان كامل، خارج الزّمان والمكان. لكنّنا في الحقيقة نحن ما نزال داخل هذا المكان والزّمان الذي نعيش فيه ككيانات جزئية ونرى العديد غيرنا من الكيانات الأخرى. لذلك نحن ما زلنا بحاجةً إلى توضيح كيفيّة ظهور الكثرة عن الواحد.
ويضيف الشيخ عبد القادر إنّه إذا عنى الفلاسفة أنّه ما صدر عن ذات الله تعالى غير العقل الأوّل (وهكذا يقول أهل نظريّة الفيض) ثم صدر العالَم عن هذا العقل الفعّال فهذا يعني أنّهم يناقضون أنفسهم أو على الأقل يخفقون في تفسير مقولتهم لأنّنا يمكن أن نتساءل من جديد كيف ظهرت الكثرة عن هذا العقل الواحد.[446]
ولكنّ الأمر في رؤية ابن العربي أسهل من ذلك بكثير، حيث يقول إنّ كلّ شخص في الوجود له دائماً وجه خاص بينه وبين الله تعالى الذي أبدعه، وهذا الوجه هو الذي يحفظ عليه وجوده؛ فلو أعرض الله تعالى عن هذا المخلوق لحظة واحدة فَنِيَ من الوجود دفعة واحدة تلقائياً.[447] لذلك، فلِكي نحلّ مشكلة العلاقة بين وحدة الحقّ وكثرة الخلق يقول ابن العربي إنّ هذه العلاقة بين ذات الحقّ وأعيان الخلق لا تحدث في نفس الوقت، بل في أيّ لحظة واحدة من أدقّ لحظات الزّمن (وهي الزّمن الفرد الذي يكون فيه الله تعالى كلّ يوم في شأن) هناك في الواقع علاقة واحدة بين الحق وواحدٍ فقط من أعيان الموجودات في العالَم. ولكن ماذا يحدث في هذه اللحظة المعيّنة بالموجودات الأخرى في العالَم، حيث إنّ وجودهم منوط بهذه العلاقة الفريدة بينهم وبين خالقهم الواحد الأحد؟ إنّ الجواب هو أنَّهم يزولون من الوجود فعليّاً، ولكنّ الله تعالى يعود فيخلقهم من جديد مراراً وتكراراً في كلِّ يوم من الأيّام الأصلية (أي في كلّ لحظة).[448] وسوف نناقش هذا المبدأ المركزي عند ابن العربي بالتفصيل في هذا الفصل أدناه.
فلِكي نوفّق بين وحدانية الحقّ وكثرة الخلق، أو بين العقل الناقد والقلب المؤمن، يضيف ابن العربي الزّمن إلى المقولة الفلسفية السابقة التي يمكن إعادة صياغتها لتصبح: لا يصدر عن الواحد إلاّ واحد في كلّ وقت. إنّ هذه الصياغة الجديدة هي في الحقيقة المفتاح الأساسي لفهم رؤية ابن العربي الفريدة للزمن ووحدة الوجود وحلّ لغز العلاقة بين وحدة الحقّ وكثرة الخلق؛ وبهذه الطريقة فإنّ الله تعالى يخلق العالَم بشكل متسلسل وليس دفعة واحدة،[449] تماماً كما يحصل في صناعة السينما حيث تشكّل الصور المتتالية فِلماً يوحي لنا بالحركة والحياة، كما سنناقش هذا التمثيل بالتفصيل في الفصل التالي.
ولكنّ ابن العربي يؤكّد أنّ هذا النمط المعيّن للخلق لم يُفرض على الله سبحانه وتعالى بل هو اختاره ليكون هكذا، ولكن كونه سبحانه اختار أن يخلق العالَم بهذا الشكل المرتّب وفق الأسباب والمسبّبات أصبح لدينا من ضمن المنطق أن نقول ما قلنا أنّه لا يصدر عن الواحد إلاّ واحد، لكن لو شاء الله أن يصدر عنه العالَم كلّه دفعة واحدة من غير ترتيب زماني ولا مكاني ولا سببيّ لفعل ذلك، ولكنّه شاء غير هذا وحصل ما شاء.[450]
في الحقيقة إنّ معنى هذا المبدأ أو هذه المقولة مشتقّ مباشرة من الآية المشهورة في القرآن الكريم والتي ذكرناها مراراً من قبل وهي قوله تعالى في سورة الرَّحمن: ﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)﴾. وابن العربي يقتبس هذا الآية كثيراً جداً في مناقشاته حول الزّمن ويعتمد عليها في تكميمه للزمن كما رأينا في الفصل الثّاني والفصل الرّابع؛ فبما أنّ الله تعالى واحد فإنّه يقوم بشأن واحد في كلّ يوم (أي كلّ وقت)، والسبب أنّنا نلاحظ عدداً كبيراً من الشؤون يعود للتوالج بين الأيّام الأصلية والأيّام المشهودة بحيث نشاهد في اليوم الواحد من الأيَّام المشهودة وهي الأيام المكوَّرة عدداً كبير من الأيَّام الأصلية لولا الوجود حصرها لقلنا أنَّها غير متناهية، كما شرحنا ذلك بالتفصيل في الفصل الرابع.
[437] الفتوحات المكية: ج3ص275.
[438] يقتبس ابن العربي هذا التعبير الفلسفي كثيراً في كتبه وخاصّة في الفتوحات المكّيّة وهو ينسبه إلى الحكيم (الفتوحات المكّيّة: ج2ص458س20)، مع إنّه ليس من الواضح تماماً من المقصود بالحكيم فهو قد يعني الفيلسوف عموماً وقد يشير إلى بطليموس خصوصاً الذي تنسب إليه مثل هذه الرؤية والتي يبدو أنّ ابن سينا نقلها عنه. انظر في:
H.A. Davidson,Alfarabi, Avicenna and Averroes: Their Cosmology, Theories of the Active Intellect, and Theories of the Human Intellect. New York, Oxford University Press, 1992.
[439] الفتوحات المكية: ج1ص260س1، وحديث ابن العربي هنا يتّصل بشكل وضعه في نفس هذه الصفة وقد أخرجنا هذا الشكل في هذا الكتاب أيضاً في الفصل الثالث (شكل 1).
[440] الفتوحات المكية: ج1ص42س14، ج1ص260س5، ج2ص31س14.
[441] الفتوحات المكية: ج1ص260س5، ج1ص715س12، ج2ص434س20. وانظر أيضاً في كتاب الدرّة البيضاء: ص140.
[442] الفتوحات المكية: ج2ص31س11.
[443] يستعمل ابن العربي هذا التعبير "أهل الله" للدلالة على أوليائه المحقّقين، وقد وردت في بعض الأحاديث عبارة "أهل القرآن" (كنز العمّال: حديث رقم 2277، 4038، 2342، 2279، 2278). راجع أيضاً الفتوحات المكية: ج2ص299س18، ج1ص352س27، ج1ص372س14، ج1ص510س12، ج3ص103س34، ج3ص121س35.
[444] الفتوحات المكية: ج2ص434س18.
[445] الفتوحات المكية: ج2ص434-435.
[446] راجع أيضاً رسالة الدرّة البيضاء: 142-143.
[447] الدرّة البيضاء: 133.
[448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4.
[449] الدرّة البيضاء: 139.
[450] الدرة البيضاء: ص139.
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... اً الذي تنسب إليه مثل هذه الرؤية والتي يبدو أنّ ابن سينا نقلها عنه. انظر في: H.A. Davidson, Alfarabi, Avicenna and Averroes: Their Cosmology, Theories of the Active Intellect, and Theories of the Human Intellect . New York, Oxford ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
... ضاء: 133. [448] الفتوحات المكية: ج2ص385س4. [449] الدرّة البيضاء: 139. [450] الدرة البيضاء: ص139. البحث في نص الكتاب ...
I have no doubt that this is the most significant discovery in the history of mathematics, physics and philosophy, ever!
By revealing the mystery of the connection between discreteness and contintuity, this novel understanding of the complex (time-time) geometry, will cause a paradigm shift in our knowledge of the fundamental nature of the cosmos and its corporeal and incorporeal structures.
Enjoy reading...
Mohamed Haj Yousef
Check this detailed video presentation on "Deriving the Principles of Special, General and Quantum Relativity Based on the Single Monad Model Cosmos and Duality of Time Theory".
Download the Book "DOT: The Duality of Time Postulate and Its Consequences on General Relativity and Quantum Mechanics" or: READ ONLINE .....>>>>